دور الإحساس بالمکان في صناعة الأماکن والحفاظ الحضري لمواقع التراث : دراسة حالة المدينة المنورة

Document Type : Original Article

Author

مدرس بقسم الهندسة المعمارية، کلية الهندسة بالمطرية، جامعة حلوان قسم التصميم الداخلي، کلية علوم الأسرة، جامعة طيبة

Abstract

تواجه المدن التاريخية في ظل التطورالحضري السريع والعولمة تحديات عديدة من أهمها، إفتقاد فراغاتها الحضرية لقيمتها التراثية ومعالمها المحددة التي کانت تضفي عليه الروح والمعنى الخاص به کعنصرعمراني حيوي، ليحل محلها ما يطلق عليه الفراغ المفقود واللا مکان، وبالتالي أصبح التحدي المتمثل في صناعة الأماکن ذات القيمة التراثية التي يمکن التعرف عليها والإحساس بها ضرورة ملحة لبيئات حضرية مميزة تعزز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتحافظ عليها، مما يتطلب إعادة صياغة المبادئ الأساسية في صناعة الأماکن ومفهوم الحفاظ والتطوير لمواقع التراث إلى ما هو أبعد من علاقة الکتل بالفراغات والمحاور التي تربط المناطق ببعضها البعض لتتغير بشکل تدريجي لتصبح ذات توجهاً اجتماعياً ونفسياً أکثر من خلال تطبيق عناصرأخرى لها نفس الأهمية وهي عناصر الإحتياجات الإنسانية الإجتماعية والنفسية ليتحقق للمکان الروح والمعنى المستمد من مکوناته الطبيعية والتراثية والثقافية، ومن منطلق هذه الإشکالية يفترض الباحث أن الإحساس بالمکانن جزء لا يتجزأ من فلسفة صناعة الأماکن ويعد أحد مؤشرات الجودة الرئيسية للمدن ذات القيم التراثية، وتعتمد الدراسة على 3 محاور رئيسية تبدء بدراسة نظرية لفحص العلاقة الوثيقة بين مفهوم الإحساس بالمکان وصناعة الأماکن والحفاظ على التراث، ثم إستنباط وتطوير وصياغة نموذج لتعزيز وتفعيل دور الإحساس بالمکان في صناعة الأماکن وعمليات الحفاظ والإرتقاء بالفراغات الحضرية في المناطق التراثية بما يزيد من الکفاءة المعمارية والعمرانية لها، وبناء مؤشرات قابلة للقياس للنموذج المقترح يمکن اعتمادها في فحص وجود مفهوم الإحساس بالمکان في مشاريع الإرتقاء والحفاظ بمواقع التراث ومحيطه، وأختار الباحث مشروع جادة قباء بالمدينة المنورة کدراسة حالة، وهي إحدى مشروعات برنامج "أنسنة المدينة المنورة"، وتم عمل دراسة ميدانية وتحليلية للمشروع بالإضافة لدراسة إستطلاعية للسکان والزوار وتحليل نتائج الإستبيان بالطرق الإحصائية الوصفية، بهدف التحقق من فاعلية النموذج والمؤشرات المقترحة من الباحث وتقييم مدى نجاح مشروع تطوير جادة قباء في تحقيق مفهوم الإحساس بالمکان، وإستخلاص النتائج التي کان من أهمها الصياغة النهائية للنموذج المقترح والتوصية بتفعيله في تقييم عمليات التطوير والحفاظ للفراغات الحضرية بمواقع التراث وقياس مدى کفاءتها ونجاحها فى خلق بيئة ومکان حضري تراثي ناجح يمکن للأفراد فيه الشعور والإحساس بالمکان.

Keywords